بدلا من أن تؤدي الأمم المتحدة دورا في إرساء مبدأ السلام مارست هذه المنظمة الأممية دورا في إشعال الصراعات، وتقسيم الدول، ومساعدة الإرهابيين على التواجد في مناطق الصراعات والأزمات، وما فعلته الأمم المتحدة في الدول الإفريقية يتكرر مرة أخرى في اليمن، وتعيد تكراره اليوم في ليبيا.

 

ساهمت الأمم المتحدة من خلال مبعوثيها إلى اليمن في مساعدة الحوثيين باعتبارهم جماعة سياسية، لكن الحوثيين جماعة إرهابية دمرت اليمن، ونشرت الفوضى فيه، وفي كل مرة كانت الهزائم تلحق بالحوثيين تتدخل الأمم المتحدة لإنقاذ الحوثي، وتقترح أفكارا لعمليات تفاوض، ورغم موافقة الحكومة الشرعية على التفاوض إلا أن الحوثي، في كل عملية تفاوض، يرفض تنفيذ ما تم الاتفاق عليه ويماطل، ويضرب به عرض الحائط، ثم نكتشف بعد ذلك أن الأمر كان مجرد تكتيك وخداع لمنح الحوثي فرصة تنظيم صفوفه للقتال مرة أخرى ضد الجيش اليمني، وقوات التحالف العربي، وللأسف ساهمت الأمم المتحدة في إطالة أمد الحرب في اليمن، رغم أن الحرب أصبحت محسومة لان في النهاية لن تنتصر ميليشيات وعصابات إرهابية على قوات شرعية ورئيس شرعي.

 

ما حدث في اليمن يتكرر اليوم في ليبيا، وأصبح المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة يتحدث بلسان حكومة الوفاق التي تمثل ميليشيات وجماعات إرهابية لا تمت للشعب الليبي بصلة، بل هذه الميليشيات مجموعة من المرتزقة والإرهابيين، جاؤوا من مختلف دول العالم إلى ليبيا لحماية حكومة الوفاق التي يترأسها فايز السراج، المدعوم من دول تسعى إلى تقسيم ليبيا، وتستخدمها في تدريب الإرهابيين في معسكرات داخل ليبيا.

 

المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني، قال في حوار مع صحيفة فرنسية: "إن غسان سلامة المبعوث الأممي إلى ليبيا تحول وسيطا منحازا في النزاع الليبي".

 

أضاف: "أن تقسيم ليبيا ما يريده خصومنا ربما هذا ما يبتغيه غسان سلامة أيضا"، في اتهام صريح للمبعوث الأممي إلى ليبيا، واكد المشير حفتر أن ذلك لن يحدث أبدا طالما هو على قيد الحياة.

 

تصريحات حفتر أكدت واقعا حقيقيا موجودا تمارسه الأمم المتحدة في المنطقة، وهو دور خطير في تقسيم الدول، ونشر الفوضى فيها، لذلك يجب على المجتمع الدولي أن يعيد هذه المنظمة إلى صوابها، وتتم هيكلتها من جديد، واختيار أشخاص لديهم الكفاءة في إخماد الصراعات، وإرساء السلام، وليس إشعالها ودعم طرف على حساب استقرار الدول وشعوبها.

 

الأمم المتحدة بلا شك فقدت مصداقيتها، وتعاملها مع الحرب في اليمن وليبيا، أكبر دليل على ذلك وبدلا من تقديم حلول حقيقة لوقف الصراعات، وتقديم المساعدات الإنسانية في مناطق الحروب والصراعات، لم نعد نرى منها سوى تصريحات التعبير عن القلق غير المجدية وغير العملية، بالإضافة إلى مساعدة الحوثيين في اليمن، والإرهابيين في ليبيا، بل وصل الأمر إلى تسفيرهم على متن طائرات خاصة بالأمم المتحدة، وتقديم العلاج والدعم المادي لهم، لذلك رسالتي إلى الأمم المتحدة والقيمين عليها استقيموا يرحمكم الله.

 

*المصدر السياسة الكويتية

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية