أولا : 
قتل الأغبري جريمة بشعة توجب الاقتصاص وفق شرع الله ، وإنزال أقصى العقوبات بكل من شارك في ارتكابها .
 
ثانيا : مثل هذه الجرائم البشعة دخيلة على مجتمعنا ، ولم تظهر إلا في عهد المليشيات الاجرامية الهمجية الحوثية التي تجاوزت بإجرامها كل التشريعات والقوانين والأعراف والقيم الإنسانية التي كانت تحصن شعبنا ضد هذه الجرائم البشعة 
 
ثالثا : 
تصوير الجريمة بكاميرا مراقبة حكاية يعرفها الأمن الوقائي للحوثي ، الذي لا يمكن أن تكون هناك أجهزة وكاميرات تصوير  ومراقبة دون علمه وبعيدا عن عيونه .
 
رابعا : 
تركيب كاميرا مراقبة في مكان يبدو مجلسا للمقيل أمر يثير ألف سؤال وسؤال  أهمها : من هذا الذي يحرص على تصوير ورصد جلسائه ؟ 
 
من الذي يدير النشاط الذي كان يمارس في هذا المجلس ويصوره ؟ ما لم تكن عصابة تديرها أجهزة وتوثق أنشطتها ؟ 
 
ما علاقة الذي راقب وصور ونشر المقاطع بالمجرمين ؟ وهل هناك سذاجة أكثر  من تصديق القول بان المجرمين هم الذين وضعوا الكاميرا ، أو حتى  كانوا يعلمون بوجودها وتفعيلها ؟  
 
 والأهم من ذلك ، وبصرف النظر عن الدوافع والأسباب ، فما الذي يجعل من أولئك المجرمين يقترفون جريمة قتل بتلك البشاعة دون التفكير في عواقبها ، ما لم تكن هذه الجريمة واحدة من المهام  التي ينفذونها بإدارة جهة ، هي التي توجههم وتمنحهم المبررات وتعطيهم الأمان ..؟ 
  
 
خامسا : 
 
الروايات التي انتشرت تقول أن تسريب المقطع كان عبارة عن جهد شخصي من ضابط أمن رفض المغريات وتمرد على كل التوجيهات ، وهذا التسويق كلام أهبل وسخيف ولا يمكن أن يصدقه عقل عاقل ، فلا يمكن لضابط في سلطة المليشيات الحوثية - مهما كانت مكانته وشجاعته  -  أن يجرؤ على تسريب مقطع بهذه الخطورة دون توجيه من المليشيات الحوثية.
 
 ولو أن هناك دولة تطبق القانون لتمت محاكمة الضابط بتهمة إفشاء سر من أسرار أمن الدولة ، أو على الأقل بتهمة نشر مقطع يتصل بقضية قيد التحقيق وإجراءات المحاكمة.. أما في عهد المليشيات الحوثية التي تدير حروبها بكل ما هو قبيح وبشع ، فان نشر  مثل هذا المقطع تم بقصد  وبتوجيهات من جهة نافذة ذات سلطة عليا . 
 
سادسا : 
 
المسيرة التي خرجت في صنعاء في اليوم التالي لنشر المقطع لم تعترضها سلطات المليشيات الحوثية ، وهذا شيء غريب ، حيث أن المليشيات حرمت وجرمت وقمعت ومنعت أية مسيرة او تظاهرة أو فعالية جماهيرية ، عدا تلك التظاهرات التي تخرج للصرخة وحشد المقاتلين المغرر بهم  وإحياء المناسبات الطائفية ، كالغدير وكربلاء ويوم الصرخة وبقية الخرافات التي يحتفي بها عبد المجوس الحوثي تنفيذا لنهج سادته وسدنة الحوزات الإيرانية .. 
بمعنى آخر فان الاحتمال الوارد هو أن المسيرة والتصعيد الإعلامي للموضوع سيناريو مرسوم ومطلوب للمليشيات الحوثية التي إن لم تكن وراء الجريمة فإنها تستثمرها ببشاعة لا  تقل عن بشاعة القتلة .. 
 
سابعا : 
 
تابعوا مقاطع المدعو عيسى العذري ، وهو يدلي بمعلومات  لم يدل بها المحققون والمختصون ، ولم تذكرها جهات معنية ، وفي كل مقطع يتحدث عن أجهزة أمن الحوثي  والمحاكم التي تديرها المليشيات وتملي عليها كل ما تفعله  وتقوله ..
 
ثامنا : 
 
كل الروايات التي تسربها المليشيات عبر عناصرها الظاهرة والمستترة   تتكلم عن أسباب وتفاصيل وسيناريوهات ليس فيها إلا ما يبرئ المليشيات من الجريمة ، ويجعل منها المنقذ والملاذ للضحايا ، وتلك أكاذيب كبرى ، يدحضها واقع يقول إن أبشع الجرائم التي شهدها مجتمعنا كان الحوثي وهمجيته خلفها ، فاعلا ظاهرا ، أو سببا مباشرا وغير مباشر . 
 
تاسعا :
 
تسريب المقطع بعد حوالي ٢٧ يوما من الجريمة ، والقول بأنه مقطع منتقى من تصوير مدته ٦ ساعات يؤكد أن المليشيات هي التي اختارت المقطع ومنتجته وأعدت لتسويقه وتسويق ما تريد ان تقوله معه ، وما تريد ان تستثمره فيه . 
 
عاشرا : 
 
المقطع المصور وما صاحبه من تسويق  يخفي جريمة أو جرائم سبقت جريمة القتل ، ويخفي مجرمين كثر تم استخدامهم في جريمة القتل وجرائم سبقت القتل ، ويرسم في ذهن الراي العام وأهل الضحية سيناريو واحد لإنهاء هذا الموضوع بقرار مليشاوي يسمونه حكما ، قد يقتص من بعض القتلة وينصف ضحية واحدة ، لكنه يحمي قتلة آخرين ، ويسقط حق ضحايا آخرين . 
 
أحد عشر : 
 
لا حظوا  نشر المقطع وتفاصيل الجريمة تم من  صنعاء ، وتوقيته في يوم تعرضت فيه مليشيات الحوثي لهزائم ساحقة في مأرب ، وكانت القنوات ووسائل التواصل تعرض قتلى وجرحى وأسرى المليشيات بشكل غير مسبوق ، لكن تسريب المقطع ساهم في صرف أنظار الناس عن الهزائم الكبيرة  والخسائر  الفادحة التي تعرضت لها حشود الحوثي في جبهات مارب ، وهي هزائم تكفي لإحباط نفسيات قادته ومقاتليه ، وتكفي لفضح زيفه ودعاياته الكاذبة عن انتصارات وهمية تحققها مليشياته ..
 
اثنا عشر : 
 
العاطفيون والبسطاء والسذج  والمغرر بهم والمستغفلون بمكر وبشاعة الحوثي تعاملوا مع الموضوع ببساطة وسذاجة ، وأكلوا الطعم الذي أعده لهم ، وتلقفوا السيناريوهات بشغف ، وانبروا يقدمون للحوثي خدمة تسويقية مجانية لا يستطيع هو وأساطيله الإعلامية وذبابه الإلكتروني أن يصنعوها.. 
 
في حين أن قليلا من التأني والعقل والتحليل للمعطيات ، يمكن أن يكتشف ببساطة وقبل أي شيء استثمار الحوثي البشع للجريمة دون الحاجة لأية شواهد ، وبعد ذلك بقليل من التحليل والتركيز في خطوط وخيوط ومعطيات ومسارات الجريمة وسيناريوهاتها ، وكل تفاصيلها تشير إلى جرف الكهانة وعصابة الإجرام الحوثية ، وقطعا خلف الجريمة جرائم أكبر منها يريد الدجال وعصاباته إخفاءها . 
 
 تضامني الكامل مع أهل الأغبري ومحبيه ، ولا نامت أعين المجرمين ، ومن يحميهم ويديرهم باسم السلطة .

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية