حركات كثيرة مرت على اليمن قتلت ودمرت وارتكبت من الموبقات الكثير، لكن هذه البلاد لم تبتلَ بجائحة ومرض معد وخبيث كما ابتليت بجماعة الحوثي.. خرجوا إلينا من الكهوف.. الموت شعارهم والمقابر منجزاتهم.. عقولهم مغيبة.. وقلوبهم غلف.. لا يراعون في يمني إلاً ولا ذمة.
 
لا محظور في قاموس مليشيا الحوثي الإرهابية.. فلا قيماً دينية تردع صلفهم وغرورهم، ولا أعرافاً يرجعون إليها لتكبح جماح نفوسهم الخبيثة.. ولا قوانين تقف حائلاً بينهم وبين ما يرتكبونه بحق أبناء الشعب اليمني.. الشعب الذي ساموه سوء العذاب وهم يدَّعون أنهم يحسنون صنعاً.. الشعب الذي جاءوا بحقه شيئاً إداً تكاد السماوات يتفطرن منه وتخر الجبال هداً.
 
استباحت هذه المليشيا كل شيء من أجل خدمة مشروعها الظلامي المستورد من خزعبلات ما تبقي من أحفاد سدنة معابد النار في فارس.. داعش قدوتهم والقاعدة وأخواتها أقل عتياً منهم.
 
دمروا وطناً.. وهتكوا ستر نسيج اجتماعي لشعب، قتلوا الإنسان، أحرقوا دور القرآن، فجروا البيوت على ساكنيها، قتلوا الأطفال والنساء والشيوخ.. زرعوا بلادنا بالألغام بدلاً من زراعتها بالقمح، أحرقوا حتى ما يذكرنا بتاريخنا مما هو مرسوم في صدور الكتب متأسين بأجدادهم المغول الذين حوَّلوا مساجد بغداد إلى مرابض للخيول والحمير، وأحرقوا مكتبتها التي كانت تحوي عصارة فكر المسلمين لأكثر من ستمائة عام.. جمعت فيها كل العلوم والآداب والفنون.. ولم يكتفوا بكل ذلك بل جمعوا كل دمار الكون فوق رؤوسنا باختلاقهم حروباً عبثية استعدوا علينا بها العالم.
 
أرقام مخيفة
أرقام مخيفة أفرزتها حروب الحوثي العبثية، لم يبقَ يمني أو شبر من اليمن إلا وتضرر من ممارسات المليشيات الحوثية الإرهابية.. أرقام وإحصائيات سندعها تتحدث عن نفسها، ولا يتحدث عنها أحد ليعرف العالم أجمع مدى إجرام جماعة الدمار هذه.
 
تقول الإحصائيات بأن 18 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وبأن 16.4 مليون من اليمنيين يفتقدون للرعاية الصحية و400 ألف طفل ما دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية.
 
ليس هذا فحسب.. بل إن هذه المليشيا الإرهابية أوصلت 22 مليون يمني إلى الحاجة للمساعدة الإنسانية العاجلة، ومن أعظم منجزات هذه المليشيا الإرهابية العظيمة أنها بإجرامها تسببت في مقتل وجرح 66 ألف يمني منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء وبعض المحافظات.
 
أضف إلى كل ما سبق أن 50% من المرافق الصحية في اليمن مغلقة أو تعمل بشكل جزئي وحدوث 2300 حالة وفاة بوباء الكوليرا في عام ونيف، وأن أكثر من 1500 مدرسة دمرتها المليشيا أو تضررت من حروبها العبثية، 2200 طفل قتلوا في حروبها العبثية إضافة إلى من قتلوا في الجبهات ممن تغرر بهم المليشيا للقتال في صفوفها و11 مليون طفل بحاجة للغذاء والعلاج والتعليم والمياه والصرف الصحي وبأن 8,4 مليون يمني يعيشون على حافة المجاعة.
 
هذه هي منجزات مليشيا الحوثي التي بشرتنا بها منذ قدمت إلى العاصمة معلقة قميص "الجرعة" وحتى اليوم إضافة إلى منجزات أخرى تتمثل في زرع ملايين الألغام لقتل كل ما يتحرك على الأرض دون استثناء لإرضاء الحقد الدفين لهذه الجماعة المارقة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية