كثفت المليشيات الحوثية تحركاتها العسكرية والأمنية في محافظة الحديدة بعد إعلان المقاومة الوطنية أولى عملياتها العسكرية في مفرق المخا والساحل الغربي، وألقت بمعظم قياداتها العسكرية من الصف الأول للمحافظة بهدف تطمين أبناء تهامة وحشد المقاتلين للدفاع عن أهم مصادر تمويل العمليات العسكرية للمليشيات .

 

وكشفت مصادر محلية لوكالة 2 ديسمبر عن أن ما يسمى برئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد عقد اجتماعا بالسلطة المحلية، ووجه بتنظيم مسيرة "البنادق" ثم غادر المحافظة غير أن رسائله التي أراد إيصالها لا تختلف عن ما قاله رئيس ماتسمى باللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي والذي عقد قبل قرابة شهر عدة اجتماعات مع المشايخ والوجهاء في المربعات الأمنية الأربعة للمحافظة.

 

وقد كشف حديث الصماد للحاضرين عن ذعر كبير يضرب أوساط الجماعة بعد الضغط العسكري الذي شهدته جبهات صعدة والساحل الغربي ودخول المقاومة الوطنية في خط المواجهات كقوة فاعلة ستشارك إلى جانب ألوية أبناء تهامة والمقاومة الجنوبية والتحالف في تحرير الحديدة والساحل الغربي للبلاد .

 

 

وقالت المصادر إن توجيهات صدرت فور الاجتماع من محافظ المحافظة اللواء حسن هيج لرئيس المجلس المحلي الشيخ علي بن علي القوزي لرئاسة لجنة تنظيمية تضم الوكلاء وأبرز مسؤولي المحافظة ممن عينتهم المليشيات بهدف الحشد لهذه المسيرة التي سيشارك فيها معظم مقاتلي الحوثي إلى جانب المدنيين لاستخدامهم كدروع بشرية.

 

 

وبات واضحا من التحركات الحوثية الكبيرة التي نفذتها المليشيات أنها فشلت في تجييش ابناء المحافظة والزج بهم في معارك ملتهبة بالساحل الغربي، فرغم الخطة الأمنية الرهيبة التي فرضتها بالمربع الشمالي للمحافظة لتأمين معسكرات تدريبية إلا أن المعلومات تؤكد أن معظم المجندين يتحدرون من محافظات المحويت وحجة وبعض من قرى ريمة ممن تنخفض فيها نسبة التعليم ويزداد تسلط المليشيات فيها .

 

 

وما يثبت فشل الحشد مسبقا بالرغم من الخطابات المطولة لقيادات المليشيات لأهالي المحافظة استقدام خطباء جوامع في الجمعة الماضية و آخرين كانت قد جلبتهم مسبقا، استخدموا خطابا بذيئا وهمجيا تجاه المصلين بعد عجزهم عن استنفار حفيظتهم لإطلاق "الصرخة" الحوثية .

 

 

وقال مصلون حضروا تلك الخطب الطائفية: إن خطيب جامع عثمان وسط المدينة قدم للمسجد قبل بدء الخطبة بدقائق وصعد المنبر وبدأ يستخدم خطابا حادا انتهى إلى وصف من لم يشاركوا في وقف الزحف نحو الحديدة بـ"الديوثين" وتارة "الدواعش" وأطلق سبابا ولعنا في نهاية خطبته لمن لم يشارك في مسيرتهم المزعومة.

 

والخطاب الدعوي الحاد هو تعبير آخر عن شعور عميق ترسخ لدى الجماعة بفقد المحافظة الوشيك من تحت أيديهم خاصة بعد المهلة الزمنية لمبعوث الأمم المتحدة بحسب كلمة الصماد في الاجتماع بأنه سيعمل مع مجلس الأمن على إطار تفاوض خلال ثلاثة أشهر، وهي فترة يشعر الصماد أنها كافية لتنفيذ عملية مباغتة بالحديدة والتي تعجز قواته عن سد جبهاتها مترامية الأطراف.

 

وفي إطار التصعيد الأمني اتهمت مصادر نقابية بعد وقفة احتجاجية لسائقي مكتب النقل الكبير بالمحافظة أقيمت صباح الأحد تنديدا بالإجراءات غير القانونية التي اتخذتها الهيئة العامة للنقل ومنعها مندوبي النقابة عن ممارسة مهامهم في تنسيق عملية النقل بالنقاط الأمنية في مدخل المحافظة اتهمت مليشيات الحوثي بالوقوف خلف قرار المنع، نتيجة حالة الذعر التي تصيب المليشيات من الوضع الأمني وتخوفها الشديد من انتفاضة شعبية تنطلق من الداخل. حيث هدفت من المنع استكمال حالة الخنق الذي تمارسه على سكان المحافظة.

 

وكانت سلطات الحوثي قد أكملت تعين أبرز قادتها الأمنيين في مناصب رسمية بالمحافظة على رأسها منصب مدير الأمن ومدير البحث الجنائي والأمن السياسي، وعملت على تنفيذ خطة أمنية بالتنسيق مع "عقال الحارات" بغرض تشكيل رقيب مباشر على حركة الناس وتواصلهم الاجتماعي.

 

هذا وتشهد المحافظة عدة طلعات لقوات التحالف العربي الجوية صرعت مؤخرا العسكري الأول للمليشيات الحوثية في القوة البحرية المكنى أبو سجاد والذي عمل بنشاط محموم لتفكيك القوة البحرية والزج بالقادة العسكريين وطلاب الكلية البحرية في السجون بتهمة العمالة، وهلاكه يعد بداية قصاص لأذرع المليشيات التي فرضتهم بالقوة كمشرفين وقيادات عسكرية بالقوة البحرية.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية