سلسلة حلقات تنشرها وكالة 2 ديسمبر، من ملف بعنوان (خرافة الولاية)، وفيما يلي الحلقة العاشرة..

 

خطأ السقيفة: تصر مقولة التشيع الفارسي – بدرجات مختلفة الحدة – على أن ما حصل يوم سقيفة بني ساعدة بعد وفاة النبي ليس أكثر من مؤامرة لمصادرة حق الإمام علي في الخلافة، لاسيما من أبي بكر، وعمر، وإلى حد ما أبي عبيدة بن الجراح، وأن ذلك سبب ما عانته الأمة لاحقاً.

 

وبالرجوع إلى حيثيات الروايات التاريخية – الظاهرة الفجوات – الخاصة بالحادثة يجد المرء الاتفاق الضمني بأن الاجتماع كان للأنصار لاختيار خليفة منهم – ولعلهم كانوا أحق – دون المهاجرين، فما كان من أبي بكر وعمر إلا تدارك الأمر وتمثيل المهاجرين في الاجتماع وحسم قضية الخلافة باختيار أبي بكر، ولولا هذا التدخل العاجل لحرم المهاجرون منها بمن فيهم أبو بكر وعلي، ولكان الأغلب الانشقاق والاحتراب المبكر بين المسلمين ولربما كان المسلمون اليوم قلة قليلة لاحتمالات استنزاف الاقتتال الداخلي قوة المسلمين وقتها ونجاح عمليات الارتداد الشاملة معظم الجزيرة العربية التي لم يخرج الإسلام حينها عن نطاقها الجغرافي. ثم إذا كانت الخلافة حقاً دينياً لعلي بن أبي طالب، فهل يعقل أن يتوانى شخص بتقواه وشجاعته عن التهاون في أمر ديني محوري في حياة المجتمع المسلم.

 

ولو سايرنا المنطق القائل بخطأ نتائج السقيفة باستخلاف أبي بكر ومصادرة حق علي، لرأينا أن الحق عاد لنصابه بعد استشهاد عثمان بن عفان واختيار المسلمين لعلي، فما الذي قدمه علي للمجتمع الإسلامي أكثر مما قدمه سابقوه، بل على العكس لم تتسع رقعة الإسلام في عهده شبراً واحداً، وغرقت الجماعة الإسلامية في حروب أهلية، ولم تظهر منه قدرات قيادية كقدرات أبي بكر في مواجهة الردة، أو قدرات عمر في تنظيم وتوسيع رقعة الإسلام وحفظ وحدة واستقرار الدولة والمجتمع الإسلاميين، غير ارتكابه أخطاء سياسية في نقل عاصمة الخلافة إلى الكوفة، وإفلات مصر من يديه بتغيير قيس بن سعد بمحمد بن أبي بكر، وانشقاق جماعته عنه. وبهذا تضيع الحكمة الإلهية – تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا- في النص على شخص وذريته، وهي الحكمة التي تحرص عقائد التشيع الفارسي على استخراجها من كل فعل إلهي. لا يعني ذلك الانتقاص من شخص الإمام علي، حاشا وكلا، فهو من أكابر الصحابة وقد زكاهم الله في قرآنه، وخص النبي الإمام علي بالكثير من الفضائل التي تجعله من نخبة الصحابة، وإنما كل المقصود أنهم اجتهدوا في أمور دنيوية وأخطأوا، وهذا لا يؤثر في فضيلتهم الدينية.

 

الحلقة العاشرة من ملف تنشره  وكالة 2 ديسمبر
لقراءة الحلقة الأولى  "الأسطورة السخيفة
لقراءة الحلقة الثانية "معايير الأفضلية القرآنية
لقراءة الحلقة الثالثة  "ألفاظ التفضيل في القرآن
لقراءة الحلقة الرابعة "تفضيل بني إسرائيل
لقراءة الحلقة الخامسة  "الوراثة والذرية"
لقراءة الحلقة السادسة "وراثة النبوة"
لقراءة الحلقة السابعة "عماد التشيع الفارسي"
لقراءة الحلقة الثامنة "خلافة النبي"
لقراءة الحلقة التاسعة "قصة الخضر"

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية