استطاع أن يخضع الناس لسلطته، بمساعدة خصومه أولًا، أو بمعنى أوضح؛ لولا خصومه ما كان له أن يكسب هذا الصيت المخيف وهو مجرد فزاعة من القش.
 
لم يخض أي معركة حقيقية وانتصر فيها. ورغم أن كل معاركه منفردة، أي أنه لا يقوى على القتال في جبهتين بذات الوقت، فهو يملأ الأرض بأعداد مهولة من الألغام والفخاخ، حتى يحيد محيطه كاملًا ويحصر المعركة في جهة واحدة لتغطية النقص العددي عند مقاتليه.
الحوثي في مراحله الأخيرة كان عاجزًا عن إحداث أي تقدم في أي جبهة.
أين تقدم الحوثي؟
طُرد من الجنوب أشر طردة، وهو لا يزال في بداية نشوته، والحقيقة الأكثر دقة أنه لم يُطرد من الجنوب بل انتهوا هناك.
استُدرج في مأرب وسُحق على أسوارها.
أعلن هزيمته رسميًا في الحديدة، وتم إنقاذه باتفاقية ستوكهولم.
في تعز تداولوا على مقاومته مجموعات منفردة من أبناء المدينة.
 
الحوثي انهار مرتين ولم يكن هناك من يتسلم دفة القيادة، انهار بعد تحرير المحافظات الجنوبية لدرجة أن محافظات سقطت ولم يتقدم إليها أحد.
انهار في اثنين ديسمبر بأقل من ألفي مقاتل.
رهانه ورأس ماله اللعب على الوقت وغياب بديل جاهز لدى الناس، إضافة لاستفادته من خدمات الخصوم التي تُمنح له كعطايا ثمينة.
الحوثي لا يحتاج إلى معركة لاجتثاثه، يريد منا أن نتوقف عن الغباء فقط.. أن نفكر جديًا بخطر عامل الوقت الذي يلعب عليه لاستعادة قواه وأنفاسه واختلاق ذريعة جديدة يبرر من خلالها معركته القادمة ويغرر بمن استطاع لتعزيز جبهته.
 
إما سلمًا أو حربًا، اليوم وليس غدًا، جبهة واحدة في كل شبر حاول اجتزاءه لنفسه.. وإذا تم ذلك لن نحتاج إلى سلاح، مكانس فقط.

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية