المتتبع والمهتم.. بل المواطن البسيط يدرك جليا أن ثورة الـ26 من سبتمبر يوم وضاء وعظيم وعلامة مضيئة في أفق اليمن لما يحتله من مكانة كبيرة في ذاكرة اليمنيين على مدى التاريخ ولما تخللته أدوار بطولية وتحققت فيه تباعا بصمات تاريخية أنارت دروبنا نحو المستقبل المنشود.. بل ويمثل مرحلة فارقة في التاريخ.

 

فمنذ تلك المرحلة استشعر اليمانيون جميعا المسئولية وتفرغوا لعوامل البناء والتطور بعد ان كانوا مؤطرين بسياج الإمامة المتخلفة والرجعية.

 

ثورة الـ26 من سبتمبر وإعلان الجمهورية كفلت لنا جميعا كل مقومات الحياة وفتحت لنا آفاقا واسعة لنخطو بخطوات ثابتة نحو هدفنا المنشود.. فكان لنا ذلك.

 

فلقد أصبحنا مواطنين من درجة واحدة .. لا درجات وطبقات.. وجمعتنا هوية وطن وعقيدة سمحاء وكيان واحد قوي ومتين.. لنا أهميتنا واعتبارنا بين الأمم والشعوب.. أيضا انبثق من رحم الثورة السبتمبرية عوامل التطور في كافة المجالات كالتعليم والصحة والاستثمار والاقتصاد والثقافة وغيرها.. ولا نبالغ لو قلنا إننا وصلنا في بعض المجالات إلى مصاف دول الإقليم على مدى عقود.. وإن كانت هناك ثغرات بسيطة ناتجة عن إرهاصات مجتمعية فالكمال لله.

 

إلى أن جاءت نكبة الـ21 من سبتمبر المقيتة والتي جاء بها الكهنوتيون والإماميون الجدد وبكل وقاحة وجهل يسمونها (ثورة!!) غير مدركين أن الثورة هي من سحقت أسلافهم وقدمت الكثير لليمنيين لا مُتّسع لذكرها هنا ..لكن الجميع لمس مكتسبات هذه الثورة العظيمة 26 سبتمبر  .. كما أنهم (أي الإماميون الجدد) حاولوا من باب التقية والغباء إلصاق نكبتهم وما يحاولون تسميتها بثورة جزافا واعتباطا في نفس الشهر (أي في يوم 21 سبتمبر) ليوهموا الشعب أن 21 سبتمبر هي 26 سبتمبر ولا فرق!!. لكن شعبنا اليمني أوعى من أن تنطلي عليه مثل هذه الخدع لأنه ببساطة  يعرف حقيقة هؤلاء القادمين من كهوف مران الساعين لإكمال مشوار ومشروع أجدادهم. السلالي الذين عاثوا في الأرض فسادا.. وقتلوا ونهبوا ما أمكنهم لإخضاع اليمنيين.

 

 وهؤلاء اليوم يرسمون نفس المسار والمشروع الدموي الخبيث.. لكن فاتهم القطار.. ولا مجال لهم بأن يحلموا بعد الآن في السيطرة على قدرات شعب أبي قاوم الغزاة والإمامية على مدى عقود من الزمن.

 

وأصبح الكل في اليمن الحبيب يدرك ماهية الـ21 من سبتمبر التي أفرزت الحزن والالم والدمار والقتل والتشريد والاضطهاد.. بل واستعداء الجميع واستجلاب فكر أجنبي دخيل وثقافة منحرفة بعيدة عن عاداتنا وتقاليدنا وفي مقدمتها قيمنا الإسلامية السمحاء.. أتوا والانتقام يملأ قلوبهم على شعب الإيمان.. من خلال سبتمبرهم المشئوم المُزَيّف ظلما وبهتانا.. فعاثوا فسادا وقتلا ونهبا وتدميرا في وطن الإيمان.. ليأتوا اليوم ويتحدثوا عن ثورة؟! يالها من تقية وغباء فاحش ..!!

 

إذاً ليدرك هؤلاء أن 21 سبتمبر يوم نكبة ونقطة سوداء في مخيلة اليمنيين بعد أن كانت السعادة قد أخذت حيزا في بلدنا كما اسمها (اليمن السعيد) .. يوم 21 سبتمبر جلب لنا القتل والاضطهاد والطبقية والسلالية بعد أن كنا في أمن وامان واستقرار وتآخٍ وتلاحم ومساواة.. 21 سبتمبر دمر كل شيء جميل.. دمر التعليم والصحة ودور العبادة والبنية التحتية والطرقات.. بل دمر الإنسان.. وأصبح يوما كئيبا وسحابة كئيبة سترحل عما قريب غير مأسوف عليها وفي مزبلة التاريخ، وذلك بفضل الله وأبطال شعبنا اليمني العظيم.. وستعود البسمة إلى شفاه كل اليمنيين فقد صبروا وعانوا الأمرَّين وها قد ضغطوا على الزناد وعقدوا العزم لينتفضوا على هذا المرض.. وسيحتفل شعبنا حتما بيوم الـ26 من سبتمبر.. الثورة الخالدة وسيمحو من ذاكرته يوم النكبة من غير رجعة ليشرق فجر جديد.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية