تظل الثورات هي نقطة تحول في حياة الشعوب وتحيي الشعوب تلك المناسبات لما لها من أهمية بالغة في تحولاتها.

 

شهدت الكثير من الاحتفالات السبتمبرية والأكتوبرية في حياتي ولكني لم أتلذذ واستمتع بفرحة وغبطة تغمرني وشعورا لا يوصف ويرجع ذلك لكوني عشت مأساة شعبنا العظيم الصابر على مرارات وقسوة حكم العصابة الكهنوتية التي نقلتنا إلى حقبة الأئمة وعصر الكوارث والمحن.

 

مظاهر احتفالات اليمنين كان لها طابع مليء بالخصوصيات احتفل كل بطريقته وأسلوبه بعيدا عن الرسميات وهذا نابع من قناعتهم بثورتهم ورفضهم نكبة ٢١سبتمر ماذا يعني يا حوثيون اشتعال قمم الجبال والسهول والوديان فقط بيوم ٢٦؟! هي رسالة يجب فهمها.

 

الاحتفال بذكرى ٢٦سبتمبر جمع كل الشرائح اليمنية تحت لواء واحد واتفق الجميع على الثوابت الثورية والتقاء مختلف التوجهات السياسية والحزبية بهدف واحد وشذت عصابات الحوثي مع أتباعها بنصب العداء الذي لم تستطيع إخفاءه اليوم.

 

لمن لم يعِ بعد ماذا يعني إحجام الحوثيين عن الاحتفال بثورة٢٦ وأخذ موقف العداء من النظام الجمهوري ودعواتها بعودة بقايا حميد الدين إلى ممتلكاتهم التي صادرتها الثورة ألا يكفي ذلك لتفهموا أنهم هم الإماميون الجدد!!

 

طمس هوية ٢٦سبتمبر يفضحهم لمن لازال متمسكا بعصابة الحوثي ويبرئ حكم الأمر الواقع، من خلال القبضة الحديدية والترهيب والترغيب تحاول المليشيات إحلال ذكرى نكبتها كبديل لثورة خالدة فتسعى جاهدة بخطاب إعلامي تضليلي للعامة وأنتم تعلمون يا حوثة أنكم لصوص والمثقفون يفهمون ذلك ويفهمون الإجراءات التي تقومون بها لطمس هوية الثورة ويكشفون مخططكم الممنهج.

 

ولكن لا تظنوا تقصير البعض هو تفريط بأهداف ومبادئ ومكتسبات وثوابت الثورة فقد عبثتم بمنجزات صنعتها هذه الثورة وهي مادية ولكن المبادئ الفكرية تقف اليوم أمامكم وتحتفل بثورة الشعب الحقيقية.

 

والأبطال الذين تصدوا لكم مازالوا يولدون كل يوم بفكر جمهوري لا تظنوا غدركم بالزعيم الصالح الذي افتقدناه اليوم وافتقدنا تلك الخطابات التي كان يوعي الناس بخطر يستهدف نسيجهم الاجتماعي ونظامهم الجمهوري.

 

رسالة عليكم فهمها نابعة من قناعة تؤكد أن الشعب ينبذكم وسيتحرر وسيقاومكم في كل شبر من الوطن وسيحتفل في صنعاء والأيام بيننا..

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية