إب.. موجة اختطافات حوثية لأحرارها!
عزم الحوثيون من جديد على إسقاط محافظة إب، وتركيعها بحملات مسلحة واسعة- ضمن خطة استخباراتية قمعية- تلاحق شخصيات اجتماعية وثقافية وسياسية وتربوية من مختلف مديريات المحافظة، دون وجه حق، وبلا تهم أو نشاطات سياسية معروفة عنهم، لكنها البلاغات الكيدية والتقارير المرفوعة من المخبرين الحوثيين القريبين من مساكن وإقامة كل مختطف وضحية، اختطافات عشوائية ومن ثم التعذيب والإخفاء القسري في السجون السُّلالية.
منذ شهور، وهذه العملية تزداد ضراوة، وكل يوم تتسرب الأخبار الواردة من هناك بأن شخصًا ما تم اختطافه في مذيخرة أو في فرع العدين أو المخادر أو غيرها من أحياء إب، حتى تبين للعامة والخاصة بأن الأمر ليس مجرد أحداث فردية عابرة ومتوقعة، لكنه أصبح ظاهرة شمولية مريبة أثارت قلق السكان، وضاعفت مخاوفهم من همجية المليشيا وتعسفاتها التي تستهدف ما تبقى من أمان في المحافظة وتنتهك كرامة أحرارها ورموزها.
والسؤال هنا: ما الذي لم يفعله الحوثي في إب؟ فقد نهب أراضيها واستلب أموالها وأخمد صوت حريتها وأهدر شموخها، وأذلها أيما إذلال، ومارس عبثه فيها بشكل لا يصدق، كما لو كانت غنيمة وليس محافظة يحكمها تحت سلطته بالحديد والنار، ويعاملها بشكل خاص، يسرح ويمرح مشرفوه فيها كهوامير نهب واستلاب، ورجال عصابات لا حسيب ولا رقيب عليهم، وجرائمهم على أرضها لا تحصى.
لم تأت هذه الموجة الاختطافية بشكل مفاجئ وعشوائي؛ وإنما بناءً على خطط مدروسة بعناية فائقة وفقًا لمعلومات إحصائية واردة من كل مديرية ومنطقة وقرية عبر المتواطئين مع المليشيات، والعاملين معها بصمت وتخفٍّ للإيقاع بأهالي مناطقهم، ونقل جميع أخبارهم إلى وحدة المعلومات والتجسس في المحافظة، المسؤولة عن تحليل وفرز ومعرفة التركيبة الاجتماعية للمحافظة، ومن هي الشخصيات المؤثرة فيها، والمشكوك بإيمانها وقبولها بالجماعة، أو مَن مِن المحتمل أنها تشكل خطرًا عليها في المستقبل لو حدثت انتفاضة ضدها هناك في أي لحظة، كون السلوك الحوثي الإجرامي في إب بلغ حدًا لا يعقل، ولا محالة أن يكون لسكوت المحافظة إلى هذا المستوى عظيم الأثر في انفجار بركان الغضب منها قبل غيرها.
أطباء ومهندسون وتربيون ووجهاء وقضاة وأمناء شرعيون قذفت بهم المرحلة الأولى من موجة الاختطاف إلى السجون الحوثية، وقد تأتي المرحلة الثانية أشد اتساعًا من سابقتها، وتجرف الكثير من أحرار إب إلى جحيم السُّلالة، فلا شيء سيوقف هذا الزحف الكهنوتي على المحافظة المفزع لقاطنيها، فحالة التوجس والذعر غدت شبحًا يطارد الجميع.
على وسائل الإعلام المرئية والمقروءة ومنظمات حقوق الإنسان أن تفضح ما ترتكبه المليشيات في إب، حيث التكتم الشديد سيد الموقف هناك، فالكل يرتجف من نقل ما يجري، وتصوير هلع ما يحدث خشية التورط من خلال مراقبة وسائل الاتصال والهواتف من قِبل الجماعة التي شكلت رعبًا يعيق الوصول لمعلومات حول هذه الأحداث المستفحلة في مديريات إب.