مخلفةً وراءها سجلًا أسود من الانتهاكات والجرائم المروعة بحق الأبرياء، تستمر مليشيا الحوثي الإرهابية- المدعومة إيرانيًا- في ارتكاب جرائم وحشية بحق المدنيين في مختلف مديريات محافظة حجة (شمالي شرقي اليمن).

كل زاوية من المديريات المحررة في هذه المحافظة "ميدي، حرض، حيران، وعبس" وكذلك غير المحررة، تروي كل يوم فصلًا جديدًا من فصول المعاناة الإنسانية والانتهاكات التي يرتكبها الإرهاب الحوثي بحق الأبرياء.

التقرير التالي لـ"وكالة 2 ديسمبر"، يروي جزءًا من واقع وتفاصيل تلك الانتهاكات التي تُمارس كل يوم بحق المدنيين في محافظة حجَّة المنكوبة بسيطرة المليشيا الإرهابية.

الألغام

طيلة السنوات الماضية، عمدت مليشيا الحوثي الإرهابية إلى تفخيخ المناطق والمزارع في المحافظة بالألغام والعبوات الناسفة والمتفجرة، ليصبح سكان هذه القرى والمناطق فرائس لهذا القاتل.

المحامي هادي وردان، القائم بأعمال مدير عام مكتب حقوق الإنسان في محافظة حجة، قال لـ"وكالة 2 ديسمبر"؛ إن المليشيا الحوثية حوّلت المناطق والقرى بالمديريات المحررة "حرض، ميدي، حيران، وعبس"، إلى حقول للموت تضم آلاف الألغام والعبوات الناسفة والمتفجرة.

وأوضح أن المليشيا زرعت الألغام بشكل عشوائي في المزارع والطرقات والمساكن، بل حتى داخل غرف المنازل الآمنة، محوّلةً حياة المدنيين إلى كابوس يومي.

وأشار "وردان" إلى أن الألغام الحوثية تسببت- منذ العام 2020م- بمقتل ما يقارب 28 مدنيًا، وإصابة ما بين 40 إلى 50 آخرين بجروح متفاوتة، تاركةً وراءها إعاقات دائمة لأغلب الضحايا.

ووصف ما تقوم به مليشيا الحوثي الإرهابية من زراعة للألغام بـأنه "حرب قذرة ضد الإنسانية، تستهدف الأبرياء وتزرع الموت في كل شبر من الأرض".

في مديرية "ميدي"، يؤكد "وردان" لـ"وكالة 2 ديسمبر"، أن كل شبر في هذه المديرية تحول إلى كابوس يؤرق حياة المدنيين في ظل الألغام المزروعة بكثافة.

وأوضح أن الألغام، التي فخخت بها المليشيا الحوثية المديرية، أصبحت عائقًا رئيسيًا أمام حركة المواطنين وتنقلاتهم، وتعرقل عودة الحياة الطبيعية إلى مختلف المناطق في المديرية.

وأشار إلى أن كثيرًا من الأسر باتت تخاف من إرسال أطفالها إلى المدارس أو المزارع بسبب هذه الألغام المنتشرة في كل مكان من المديرية.

حصار حيران

وفي مشهد مأساوي آخر، يعيش آلاف النازحين بمديرية "حيران" أوضاعًا إنسانية غاية في السوء. بحسب ما يقول القائم بأعمال مدير مكتب حقوق الإنسان بحجة لـ"وكالة 2 ديسمبر"، الذي أوضح أن أكثر من 30 ألف نازح يعيشون في المديرية تحت حصار مطبق تفرضه مليشيا الحوثي الإرهابية.

والسكان في هذه المديرية- وفق وردان- يعانون من حصار مطبق؛ فمن الشرق والغرب تحاصرهم المليشيا الحوثية، ومن الشمال الحدود مع المملكة العربية السعودية، مضيفًا أن المواطن في المديرية إن أراد الذهاب إلى ميدي، فليس أمامه سوى البحر للوصول إليها.

"لقد تحولت حياتهم إلى ما يشبه "سجنًا مفتوحًا"، يقول وردان، لافتًا إلى أنهم "يُحرمون من أبسط حقوقهم الإنسانية، ويعيشون في ظروف إنسانية قاسية تفتقر لأدنى مقومات الحياة الكريمة".

واعتبر هذا الحصار الجائر انتهاكًا صارخًا لكل المواثيق والأعراف الدولية، ويكشف عن الوجه القبيح لهذه المليشيا الإجرامية، التي "لا تتوانى عن استخدام التجويع والحرمان سلاحًا ضد المدنيين".

قمع ممنهج وإرهاب مستمر

في مختلف مناطق ومديريات محافظة حجة- المخنوقة بقبضة مليشيا إيران الحوثية- تُرتكب مئات من الانتهاكات بشكل شبه يومي بحق المدنيين تشمل، بحسب مصادر حقوقية تحدثت لـ"وكالة2 ديسمبر": الاختطاف، الاعتقالات التعسفية، الإخفاء القسري، التعذيب الوحشي، بالإضافة إلى مصادرة ونهب ممتلكات المواطنين.

يؤكد "محمد السعيدي"، رئيس رابطة ضحايا حجور، أن هذه الممارسات الممنهجة تأتي في سياق حملة قمع واسعة تشنها المليشيا ضد كل من يعارضها أو يُشتبه في ولائه للحكومة الشرعية.

وأشار إلى أن حملة اختطافات تطال المواطنين بشكل شبه يومي في مناطق "حجور"، لافتًا إلى رصد الرابطة حركة نزوح متواصلة للمواطنين من تلك المناطق جراء الانتهاكات والجرائم الحوثية.

وتهدف المليشيا الحوثية من خلال هذه الممارسات إلى إحكام قبضتها على جميع المناطق التي تسيطر عليها، وإخضاع المواطنين لسلطتها القمعية عبر الترويع، وتكميم الأفواه التي ترفض الظلم والطغيان.

العديد من المصادر الحقوقية في المحافظة أكدت أن هذه الجرائم التي تقترفها المليشيا الحوثية "لن تسقط بالتقادم، وأن دماء الأبرياء ومعاناتهم لن تذهب سدى".

ودعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى ممارسة أقصى الضغوط على مليشيا الحوثي الإرهابية لإيقاف انتهاكاتها بحق المدنيين في حجة وكل مكان في اليمن.

وأكدت أن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك العاجل والجاد لوضع حد لهذه الفظائع التي ترتكبها المليشيا، وحماية المدنيين الذين يدفعون كل يوم ثمن صمت العالم وتهاونه.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية